ابنة عائشة ضحكة خجولة
عدد المساهمات : 28 تاريخ الميلاد : 17/05/1979 تاريخ التسجيل : 15/06/2011 العمر : 45
| موضوع: عبرة قرآءنية .. {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } الأحد يونيو 19, 2011 11:50 am | |
| عبرة قرآءنية .. {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ }
{ اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } الحديد ( 20 ) )
حينما يطمئن الإنسان إلى حقيقة الدنيا، فسيعلم ان حطامها ليس بالذي يشبع طموحاته ويحقق تطلعاته. انه يريد السعادة ولا تتم له فيها، ويريد الخلود وهيهات ذلك. فلابد ان يبحث له عن هدف سام يجده أهلا للسعي له، وهذا لا يمكن حتى يضيف إلى علمه بحقيقة الدنيا علماً بحقيقةالآخرة. ومن هذا المنطلق يعطف الله تعالى على قوله: (إعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة..) قوله تعالى: (وفي الآخرة عذاب شديد) (الحديد /20) فكل إنسان يحس بفطرته، ان طموحاته أكبر من الدنيا وما فيها، ولكنه إذا غفل عن الآخرة فسيبقى مصرا على التشبث بالدنيا، طمعاً في تحقيق مايقدر عليه منها مهما كان متواضعاً. ولذلك نجد القرآن يرسي قاعدة الايمان بالآخرة في النفس ليحقق التوازن المطلوب في نفس الإنسان لكي لا ينساق وراء التكاثر في جمع حطامها، ظناً منه انه يحقق تطلعاته بذلك. كلا؛ أنت مخلوق لما هو أكبر منه وأبقى، فما الذي يعطيك هذا التفاخر والتكاثر؟ هب انك بلغت ما بلغ سليمان عليه السلام ذلك النبي الكريم الذي سخرت له الريح، واستخدم الجن، وعلم منطق الطير.. ولكن أتعلم أين سليمان اليوم، وأين ملكه الكبير، وأين عزته الشامخة؟؟ أفلا نعتبر بمصير الملوك الذين حققوا عند الناس طموحاتهم، فإذا بهم ينقلون من قصورهم إلى قبورهم تأكل ابدانهم الديدان قبل ان تصبح رميماً ثم ترابا تذروه الرياح؟ أما المؤمن بالآخرة فإن نفسه قانعة بما لديها، راضية بما آتاها الله، وتائقة إلى ماعنده. *أهداف عظيمة وعلى أساس الايمان بأن الآخرة هي دار الجزاء والخلود - فأما عذاب شديد، أو مغفرة ورضوان من الله، حسب ما يقدم الإنسان في الدنيا ليوم الحساب - فانه لاريب سيعرف أهمية الحياة الدنيا، ودورها الحاسم في مستقبله الابدي. وحينها لن يدع الهزال والمزاح واللعب يأخذ من وقته شيئاً، لان الغاية عظيمة، والخطر كبير، والفرصة قصيرة، بل سوف يخشع قلبه لذكر الله خوفاً من عذابه، وطمعاً في مغفرته ورضوانه. واعظم هدف يسعى إليه هو الخلاص من النار، لان صراط الجنة يمر من فوقها. اوليس طريق الجنة محفوفاً بالمكاره التي ينبغي للانسان تحملها والصبر عليها، وبالشهوات التي ينبغي ان يتحداها ويجتنبها؟ فإن لم يتحمل ولم يصبر، فسوف يقع في الجحيم وقوداً لنيرانها ويعذب فيها بقدر فشله. وهذه الغاية من أعظم طموحات المتقين (الذين يذكرون الله قياماً وقعودا وعلى جنوبهم يتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار)، (آل عمران/191). واعظم بها من غاية فاز والله من أصابها، (فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز). (آل عمران/185). والهدف الآخر هو الدخول إلى الجنة، وذلك لايمكن من دون مغفرة الله ورضوانه. إذ لايدخل أحد الجنة بعمله - بل بفضل الله- حتى الأنبياء، وذلك لايتحقق الا بالانابة إلى الله والاعتراف له بالتقصير، والسعي الدائب للاصلاح. (ومغفرة من الله ورضوان). هذه هي الاهداف الحقيقية التي يجب على كل إنسان السعي من أجلها، وبها تصبح الدنيا آخرة، والحياة فيها ذات معنى، وكل ساعة فيها أعظم من ساعات الآخرة. اما بدونها فتصبح لعباً ولهواً، وتتحول إلى أداة للغرور. (وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور). واذا نظرنا إلى حديث القرآن عن الدنيا، والى السياق الذي تقع ضمنه في كل مرة، فاننا سوف نلاحظ ورود ذكرها في مواضع كثيرة، علاجاً لمشاكل مختلفة، مما يثير فينا التساؤل: لماذا؟ وقد يتكرر النص الواحد في موارد متعددة، وسياقات مختلفة، ويجيب عن ذلك الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (حب الدنيا رأس كل خطيئة). فمهما وجدت انحرافا أو خطأ في حياة الإنسان (فرداً وجماعة) فانك تجده متصلاً بحب الدنيا، والاغترار بها. *ذروة الفاعلية واذا تحول نظر الإنسان وقلبه إلى تلك الاهداف السامية، فهو لا ريب سيتحول موقفه من الدنيا وسلوكه فيها. فالاهداف عظيمة، والفرصة قصيرة. إذا لابد من ترك اللعب واللهو إلى الجد والاجتهاد، وترك الزينة إلى ما ينفع، والتفاخر والتكاثر في الاموال والاولاد إلى التسابق في الخيرات والصالحات. ان تلك الاهداف كفيلة بان تجعله في ذروة الفاعلية وتحيل المجتمع إلى بركان متفجر من الحيوية والاجتهاد، ورواداً في فضيلة التسليم للقيادة الرسالية والاستجابة لدعوتها. (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم). في هذه الآية يأتي الأمر الالهي بالتسابق الذي يستهدف المغفرة والرضوان، وهو اعلى مراحل السعي الايجابي وحالاته، في مقابل التكاثر في الاموال والاولاد، الذي يستهدف جمع اكبر قدر من حطام الدنيا، ويمثل أسفل دركات العلاقة والانشداد بها، بالرغم من اعتقاد الإنسان بانه يبلغ الكمال عندها. ويصل التسابق إلى اقصاه حينما ينبذ المؤمنون الغرور بالعمل والاماني، وينطلقون من الاحساس بالتقصير، لان الاحساس بالكمال يوقفهم عن السعي والاستزادة، ولذلك قال الله تعالىعبرة قرآءنية {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُإلى مغفرة) وهذه من صفات المتقين، حيث (لا يرضون من اعمالهم القليل، ولا يستكثرون الكثير، فهم لأنفسهم متهمون، ومن أعمالهم مشفقون..، (نهج البلاغة، خطبة رقم 193). وهذه الصفة هي التي تصنع الابداع والفاعلية في الفرد والمجتمع، وتجعله يتقدم إلى الامام ابدا. * الموقف من متغيرات الدنيا وحيث يعيش المؤمنون في الدنيا، ويسابقون إلى فضل الله، فلابد ان يستوعبوا طبيعتها المتغيرة لكي لاتترك آثارها السلبية عليهم؛ ففيها الغنى والفقر، والشفاء والمرض، والقوة والضعف، والنصر والهزيمة، والزيادة والنقص.. ولابد ان يستقيموا على كل حال. فالذي يتغير مع الظروف والمتغيرات، لايصل إلى أهدافه وطموحاته، لانه تضله النعمة بطرا، والمصيبة يأساً، أو يعطي ويسابق حيث تسود هذه الحالة المجتمع ويلقى التشجيع اليها، ولكنه يتوقف حيث توقف الآخرون أو ثبطوه. فكيف -اذن- يحصل الإنسان على الثبات؟ أولا: بالمعرفة العميقة بطبيعة الدنيا، على ضوء الآية الكريمة):اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الاموال والاولاد.. وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور). والرغبة في فضل الله، مما يزهد الإنسان فيها، فلا يفرح حين تقبل عليه، ولايحزن حين تدبر عنه، لانها ليست بذات شأن عظيم عنده. ثانياً: الرضى والتسليم بالقضاء الذي يأذن به الله فيقع، وهو أرفع درجة من الزهد، بل أرفع درجات الايمان حسب قول الامام علي بن الحسين عليهما السلام، حينما سئل عن الزهد قالعبرة قرآءنية {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُالزهد عشرة اجزاء فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الورع، وأعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضى) (بحار الانوار، ج78، ص11). ولايسمو الإنسان إليه الا إذا آمن بان كل ما يحدث في الوجود بتقدير مسبق من الله تعالى. فذلك بدل ان يؤثر فيه سلباً باتجاه الانحراف يؤكد فيه الانتماء إلى مسيرة الحق، والتوحيد المخلص لله بدل الشرك. بهذا نستطيع ان لا نتقلب مع الدنيا حيث تقلبت، بل نثبت على صلاحها وخيرها. صفاء السراج ::
تفسير الطبري :
يقول - تعالى ذكره - : اعلموا - أيها الناس - أن متاع الحياة الدنيا المعجلة لكم ما هي إلا لعب ولهو تتفكهون به ، وزينة تتزينون بها ، وتفاخر بينكم ، يفخر بعضكم على بعض بما أولي فيها من رياشها . ( وتكاثر في الأموال والأولاد ) . يقول - تعالى ذكره - : ويباهي بعضكم بعضا بكثرة الأموال والأولاد ( كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج ) يقول - تعالى ذكره - : ثم ييبس ذلك النبات [ ص: 194 ] . ( فتراه مصفرا ) بعد أن كان أخضر نضرا .
وقوله : ( ثم يكون حطاما ) يقول - تعالى ذكره - : ثم يكون ذلك النبات حطاما ، يعني به : أنه يكون نبتا يابسا متهشما . ( وفي الآخرة عذاب شديد )يقول - تعالى ذكره - : وفي الآخرة عذاب شديد للكفار . ( ومغفرة من الله ورضوان ) لأهل الإيمان بالله ورسوله . كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله :
( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو ) الآية . يقول : صار الناس إلى هذين الحرفين في الآخرة . وكان بعض أهل العربية يقول في قوله : ( وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان ) ذكر ما في الدنيا وأنه على ما وصف . وأما الآخرة فإنها إما عذاب ، وإما جنة . قال : والواو فيه وأو بمنزلة واحدة . وقوله : ( وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) يقول - تعالى ذكره - : وما زينة الحياة الدنيا المعجلة لكم أيها الناس ، إلا متاع الغرور . حدثنا علي بن حرب الموصلي قال : ثنا المحاربي : عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها " .
| |
|
دلوعة بنات ضحكة وجودها قوي
عدد المساهمات : 54 تاريخ الميلاد : 15/10/1992 تاريخ التسجيل : 15/06/2011 العمر : 32
| موضوع: رد: عبرة قرآءنية .. {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } الأحد يونيو 19, 2011 6:28 pm | |
| | |
|
طفلي ضحكة مشرفة عامة
عدد المساهمات : 120 تاريخ الميلاد : 26/04/1980 تاريخ التسجيل : 25/05/2011 العمر : 44
| موضوع: رد: عبرة قرآءنية .. {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } الثلاثاء سبتمبر 27, 2011 11:39 am | |
| مشكورة وبارك الله فيك | |
|