التهاب قصبات الطفل
في حال أصيب الطفل بالتهاب القصبات الهوائية علينا اتباع العلاج الروتيني ومراقبة تطوّر حالته.
إن المضادات الحيوية لا تعتبر علاجاً نافعاًوقد يدوم السعال أسابيع عدة أحياناً.
في الحالات العادية، وفي ظل غياب أي التهاب جرثومي، لا نفع من اتباع أي علاج بالمضادات الحيوية، لأن هذه الأخيرة تكون غير فاعلة بأي شكل ضد الفيروسات كونها لا تهاجم إلا الجراثيم. عند غياب أي مؤشر على وجود مخاطر معينة، يقتصر العلاج على مداواة الحمى (غالباً ما يتم ذلك عبر تناول دواء الباراسيتامول) وترطيب جسم الطفل. إحرصي على أن يستهلك طفلك كمية كافية من السوائل، ولا تبالغي في تغطيته، ولا تضعيه في غرفة يكون الهواء فيها جافاً وساخناً (تحديداً خلال الليل).
أحياناً، يصف الأطباء أدوية لمعالجة السعال أو أدوية مسيِّلة (تحوّل الإفرازات الرئوية إلى مواد سائلة وتساهم في التخلّص منها عبر السعال). تكون فاعلية هذه الأدوية غالباً معتدلة، لكنها ليست إلزامية بالضرورة. في بعض الحالات، يصف الأطباء أيضاً أدوية مضادة للربو. لكن يجب الامتناع عن إعطاء الطفل أي دواء من دون استشارة الطبيب أولاً.
تدابير بسيطة
يمكن اتباع تدابير بسيطة أخرى لمساعدة الطفل. قد تساهم القطرات الأنفية (المكوّنة من الماء والملح) في تحويل إفرازات الأنف إلى مواد سائلة وتفريغ الأخير ليرتاح الطفل، وتحديداً قبل وقت الرضاعة. في الأيام الأولى، من الأفضل أن تعرضي على الطفل عدداً من الوجبات الخفيفة، لا سيما السوائل منها، بدل إطعامه كميات كبيرة من المأكولات الصلبة. لا خوف على نمو الطفل في حال اضطراب غذائه لبضعة أيام. الأهم هو أن يشرب ما يكفي من السوائل.
يمكن تخفيف انزعاج الطفل أيضاً من خلال الحرص على تواجده في جوّ رطب. تختلف التقنيات المستعملة في هذا المجال. تقضي أبسط الخطوات بوضع الطفل في مغطس من الماء الساخنة لفترة مطوّلة، عندها سيستفيد من لحظات الاسترخاء هذه ومن بخار الماء. إذا دعت الحاجة، يمكن أن ترطّبي البيئة التي يتواجد فيها عبر استعمال هباء جوي ببخار الماء وتوجيهه نحو رأسه حين يستريح في مهده. يُفضَّل استعمال البخار البارد لتجنّب أن يحترق الطفل إذا قرّب يديه من البخار بداعي الفضول. كذلك، من الأفضل تغيير أغطية السرير من وقتٍ الى آخر لأنها تتبلّل بسرعة. يمكنك أن ترفعي الفراش أو المهد من جانب رأس الطفل لمساعدة الإفرازات على السيلان خارج الأنف أثناء النوم.
أخيراً، من الضروري طمأنة الطفل وتهدئته عبر مداعبته بحركات حنونة. بالتالي، يجب ألا تشعر الأم بالهلع بسبب حالته. يفيد العلاج بالحركة (kinésithérapie) على الأرجح في مداواة التهاب القصيبات الهوائية في الحالات الخطيرة، لكنه يُعتبر قوياً نسبياً ولا داعي لاعتماده في الحالات غير المعقّدة.
سعال مزمن أحيانا
عموماً، سرعان ما يتحسن الصفير الذي نسمعه حين يفرّغ الطفل رئتيه من الهواء خلال فترة تتراوح بين ثلاثة وخمسة أيام. ينطبق الأمر نفسه على الحمى أيضاً. غالباً ما يدوم انسداد الأنف لفترة أطول، ما يسبّب له انزعاجاً أثناء الرضاعة. كذلك، قد يدوم السعال أسبوعاً كاملاً أو أسبوعين، فيشعر الطفل في هذه الحالة باضطراب متواصل أثناء النوم. غالباً ما ينجم السعال المزمن عن التهاب موضعي وعن ظاهرة دورية خاصة: يؤدي السعال إلى حساسية في غشاء سطح القصبات الهوائية، وتؤدي هذه الحساسية بدورها إلى السعال. إذا كان السعال يثير قلقك، لا تترددي باستشارة الطبيب مجدداً، لكن لا تطلبي منه علاجاً بمضادات الأدوية لأنه يكون غير فاعل ولا يفيد في معالجة هذه الحالة تحديداً.